إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حفظه الله ورعاه
الموضوع: نداء إنصاف
طلب تسوية وضعية مقدمي الخدمات في قطاع العدل
فخامة الرئيس،
نكتب إليكم هذه الرسالة وقلوبنا معلّقة بما عهدناه فيكم من رحمة وعدل وإنصاف… نكتب إليكم لأننا نوقن أنكم الأقرب إلى هموم الضعفاء، والأقدر على تحويل معاناتهم إلى حياة كريمة تليق بالمواطن الموريتاني.
فخامة الرئيس،
نحن عمال قطاع العدل…
عمّال نمضي سنوات العمر بين الملفات والوثائق، بين المحاكم والمراكز، بين الأرشيف والمكاتب، نحمل همّ العدالة دون أن نحظى بعدالة في أوضاعنا.
نحن من يبقى بعد خروج الجميع، ويبدأ قبل حضورهم.
نحن الذين نحرس المؤسسات في صمت، ونسيرها في الخفاء، ونضمن انسيابية العمل حين لا يرانا أحد.
ومع ذلك…
لا زلنا نعيش تحت وطأة العقود الهشة التي سلبت منا الاستقرار، وأرهقت أسرنا، ومنعتنا من أبسط حقوق الموظف في وطنه.
فخامة الرئيس،
لسنوات طويلة ظلّ الوكلاء والعمّال في هذا القطاع ينتظرون فرصة تثبّت أقدامهم، وتمنحهم طمأنينة المستقبل، وتخرجهم من دائرة الخوف والقلق.
نطالبكم – وبقلوب مليئة بالرجاء – بتسوية وضعيتنا عبر عقود دائمة
هي ليست مطلب رفاه…
ولا امتيازًا فوق الآخرين…
بل حقٌ بسيط يستعيد به العامل كرامته، ويستطيع أن يعيل أسرته بطمأنينة، ويواصل خدمته لوطنه بقلب مرتاح.
فخامة الرئيس،
لقد فقدنا زملاء سقطوا وهم في ميادين العمل…
فقدنا شبابًا خدموا الوطن حتى آخر لحظة…
وتركوا خلفهم أسرًا لم تنل حقوقها بعد.
ومن بقي منا يعمل اليوم برواتب زهيدة، وبلا تأمين، وبلا ضمان، وبلا حماية اجتماعية.
ومع ذلك…
لم نتراجع يومًا عن أداء واجبنا.
لم نتذمر، ولم نغادر الوطن، ولم نساوم في ولائنا.
لأننا نؤمن أن هذا البلد يستحق التضحية…
ونؤمن أنكم فخامة الرئيس لن تتركوا أبناءكم في هذا القطاع دون إنصاف.
إن العقود الدائمة هي بوابتنا إلى حياة مستقرة، وهي الحدّ الأدنى الذي يحفظ كرامة من خدم الدولة بإخلاص، ووقف في أصعب مواقعها.
ندعوكم بكل صدق…
أن تمنحونا هذه الخطوة الإنسانية قبل أن تكون إدارية، خطوة يعاد بها الاعتبار لعمّالٍ حملوا أمانة العدالة بصمت.
ونحن على ثقة أن قلوبكم الرحيمة لن تخذل من طرق بابكم من أجل لقمة العيش وكرامة العمل.
وتفضلوا فخامتكم بقبول فائق التقدير والامتنان.
مقدمي الخدمات في قطاع العدل



